ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
آراء حرة مقالات اخرى
الكاتب الصحفي والباحث مهدي براشد في حديث عن كتابه "معجم العامية الدزيرية":  (الخميس 24 نيسان 2014)


(أمر طبيعي أن نتحول إلى التراث اللامادي ونحاول الحفاظ عليه كآخر وسيلة للدفاع عن النفس)
(العامية الدزيرية محصلة لعدة عاميات جزائرية تشكلت بفعل توافد الجزائريين على العاصمة)
(لا يمكن فهم مجتمع ما من خلال اللغة الرسمية التي كُتبت بها الأعمال الأدبية والإعلامية)

عن دار فيسيرا، صدر مؤخرا كتاب/قاموس، حول اللهجة العامية العاصمية (الدزيرية) من إنجاز وإعداد الباحث والإعلامي مهدي براشد. الكتاب جاء تحت عنوان "معجم العامية الدزيرية - بلسان جزائري مبين" في (393 ص). وهو يعد دراسة بحثية غاصت في اللهجة العامية الجزائرية العاصمية على وجه الخصوص وفي الحياة العاصمية خلال الحقبة الاستعمارية وما قبلها، وحاول من خلالها المؤلف استنطاق مراحل وتحولات الحياة الاجتماعية بمحمولاتها الثقافية المتعددة من خلال المعطى اللغوي الذي يجسده اللسان العامي المفتوح على اللهجة الحاملة لتعدد المعاني والمفردات والمصطلحات في سياقات تتشابه أحيانا وتتضاد وتتعدد أحيانا أخرى. براشد يتحدث في هذا الحوار عن كتابه وعن ظروف انجازه وعن محاوره وعن العامية الدزيرية التي جعلته يخصص لها هذا المعجم المُهم.

حاورته/ نوّارة لحـرش 

    "العامية الدزيرية بلسان جزائري مبين" كتابك الذي صدر مؤخرا عن منشورات فيسيرا، ما الذي دفعك إلى الخوض في اللهجة العامية الجزائرية واستنطاق اللسان العامي وتشريح كلماته ومفرداته ومعانيه؟ 

مهدي براشد: هناك جوانب ذاتية تتعلق بمدينة الجزائر "دزاير" مدينتي التي ولدت فيها وولد فيها والدي، وحين أقول "دزاير" أقصد حي القصبة. هذا الحي يتداعى أمامي يوما بعد يوم، ويعطيني (شعور) بأنني أتداعى معه. أمر طبيعي أن نتحول إلى التراث اللامادي ونحاول الحفاظ عليه كآخر وسيلة للدفاع عن النفس، عن الأشياء التي تقول بها للآخر أنا موجود، أنا هكذا.
الجانب الموضوعي، أو إن شئتِ المبرر المعرفي، فهو أن مسألة اللغة بصفتها أحد أهم مكونات الهوية بالنسبة إلى أي شعب، كانت ومازالت مظهرا وحقلا للجدل الدوغمائي والانفعالي، إلا أنها في الجزائر كانت موضوع تنازع عاطفي بشكل فج، جعل العامية الجزائرية بصفة عامة و"الدزيرية" بصفة خاصة موضوع تجاذب بين فريقين إيديولوجيين: 
معرب متطرف بفعل التوجه الناصري الذي أراد أن يلحق الجزائر، في انتمائها الثقافي واللغوي أيضا بالقومية العربية على مشيئة ورؤية المشرق العربي، وبالتالي احتقار العامية الجزائرية أو على الأقل جعلها وسيلة اتصال لا ترقى للتعبير عن الهوية الثقافية للجزائر، كما هي اللغة العربية الفصحى (اللغة الرسمية)، بل واعتبر الاهتمام بالعامية تكتيك من الداعي إلى الاهتمام بها لضرب العربية باعتبارها مقوم أساسي من مقومات الشعب الجزائري.
ومفرنس متطرف كذلك يعتقد اعتقادا في أن العربية لغة تخلف، وأن الفرنسية "غنيمة الحرب" الوصف الذي وجد فيه درقا جيدا للاختباء وراءه، هي لغة التطور، وعمل جاهدا على الاهتمام بالعامية، ولكن من باب أنها لا تمت بأية صلة للعربية، مستندا في ذلك، عن بينة أو جهل، إلى أكذوبة ما يعرف بـ "اللغة الفرنكا" (Lingua franca) هذا الهجين اللغوي الذي عرفته مرافيء حوض البحر المتوسط خلال القرون 16 و17 و18 بفعل تطور وتوسع القرصنة فيه.

ما هي الظروف التي رافقت انجاز هذا الكتاب القاموس، وكم أخذ منك من جهد واشتغال، وما الصعوبات التي واجهتك أكثر؟

مهدي براشد: الفكرة بدأت معي في نهاية الثمانينات، كان ذلك حين طلبت مني إحدى أساتذة اللغة الفرنسية الدكتورة مراد أن أرافقها في جمع مدونة عن العامية "الدزيرية" بالجزائر العاصمة، فخرجت معها إلى القصبة. كان ذلك في سنة 1989، سمعت بعدها أن المدونة كانت منطلقا لمداخلة لها بباريس. فرحت لذلك، ربما كان هذا أول محفز للعمل. إلا أن الاهتمام انسحب في سنوات الإرهاب، لم يكن هناك لا الظرف الأمني ولا الظرف الثقافي والعلمي للتفكير في مثل هذا العمل، وإن كانت هذه الفترة قد ولدت قاموسا خاصا بها. مع خفوت حدة الأزمة الأمنية، عدت إلى التجول بحي القصبة وعادت مع ذلك الفكرة. كان علي أن أحقق أكبر مدونة ممكنة، لكن كان علي أن أذهب إلى أقدم مصدر ممكن لهذه المدونة، هذا أمر هام في العمل، وبالتالي عليك البحث في أسن وأقدم سكان العاصمة ممن حافظوا على هذه العامية، ومن أوساط اجتماعية مختلفة، خاصة النساء العجائز، فهن أحسن من يحتفظ باللسان العاصمي. ليس الأمر سهلا، فالكثير ممن أعرفهم غادروا القصبة إلى أماكن أخرى. لكن الأهم من ذلك، أنه كان علي أن أجد بعد ذلك شواهد هذه العامية الشفهية في سند مادي يؤكد للباحث مستقبلا، بعد 50 سنوات، أن هذه المدونة كانت فعلا موجودة. هنا بدأ البحث في نصوص الشعر الشعبي والأغاني الشعبية والأمثال والبوقالات، والأفلام القديمة والسكاتشات والمسرحيات وغيرها من الوثائق السمعية البصرية. 
بعد كل هذا يأتي أمر آخر، يتعلق بتخريج ألفاظ هذه المدونة في الاستعمال الدزيري، وهذا يتطلب البحث في اللغات التي اقترضت منها العامية الدزيرية، وهي كثيرة، العربية والأمازيغية والتركية والفارسية والإسبانية والإيطالية واليونانية والفرنسية. في الحقيقة، لو كنا جادين في البحث، عمل مثل هذا يقوم به مخبر يجند له فريق بحث.

يعني أن اجتهادات أفراد في هذا المجال لا تكفي ويحتاج الأمر إلى مخابر بحث متخصصة؟

مهدي براشد: بطبيعة الحال، حقل البحث يحتاج إلى مخابر وليس إلى مخبر واحد. يحتاج الحقل إلى عارفين بعدة لغات، وإلى متخصصين في اللسانيات وكل الحقل السوسيولساني، وحتى إلى علماء في الاجتماع والعمران والإناسة.

قلت في مقدمة الكِتاب "انتبه العديد من الباحثين الجزائريين في علوم اللسان وما اتصل بها من علوم أخرى، منذ العشرين سنة الأخيرة من القرن الماضي، إلى أهمية البحث في العامية الجزائرية وأهمية حقل البحث السوسيو لساني فيها". لكن الملاحظ هو شح كبير في هذا الجانب، مثلا منذ دراسات ابن شنب لم يصدر لا كتاب ولا قاموس يبحث في معطيات ومستجدات هذا اللسان العامي العاصمي أو الجزائري؟، لماذا برأيك هذا النقص في هذا الجانب؟ 

مهدي براشد: أشرت في المقدمة إلى أن الاهتمام بهذا الحقل كان في العشريتين الأوليتين من القرن الماضي، حاول الفرنسيون إبان الاستعمار البحث في الحقل، ولكن لأغراض كولونيالية بحتة. بل واستفاد من بحوث عدد من الجزائريين، لعل أهمهم بن سديرة. بعد الاستقلال، كانت هناك -كما قلت- نظرة ازدراء من السلطة والمثقف الرسمي بصفة عامة، تجاه الثقافة الشفهية بصفة عامة وليس فقط تجاه العامية الجزائرية. لكن في العشريتين الأخيرتين، ظهر اهتمام كبير في الجامعة بهذا الحقل، وهناك عدد لا بأس به من الرسائل الجامعة تتناول الحقل بالبحث، فقط يجب إخراجه من رفوف المكتبات الجامعية وإناء هذه الرسائل.

الكتاب المعجم لم يأت ليصحح اللسان العاصمي، لكنه جاء ربما لينصفه ولينفي عنه تهمة التأزم أو اضطراب هويته اللسانية، المعجم ينتصر بشكل أو بآخر للسان العاصمي، ما رأيك؟

مهدي براشد: هذه الفكرة أثارت استغرابي، وأنا الذي تربيت في هذه المدينة، مثلما تربى فيها والدي وجداي من الأب والأم. العامية الدزيرية محصلة لعدة عاميات جزائرية تشكلت بفعل توافد الجزائريين على العاصمة "دزاير" التي كانت حاضرة وعاصمة استقطبت الجزائريين من منطقة القبائل والمدية وجيجل وبسكرة ومليانة وغيرها من المناطق الجزائرية الأخرى، عبر العصور. لذلك كان إصراري على أن يكون العنوان الثانوي للقاموس "بلسان جزائري مبين". مقام العامية الدزيرية بين العاميات الجزائرية الأخرى شبيه بمقام لغة قريش التي نزل بها القرآن، بلسان عربي مبين، بين لغات القبائل العربية الأخرى.

معروف لدى أغلب الجزائريين أو هذه هي النظرة السائدة أن اللسان العاصمي فرنكوفوني في أغلبه، وهو بهذا ليس لسانا عاصميا صرفا خالصا، ما رأيك؟

مهدي براشد: عندما دخلت معهد اللغة والأدب العربي في سنة 1985، لاحظت أن هناك نوعا من الاستغراب لدى طلبة المعهد، كيف لواحد من العاصمة وبالضبط من حي شعبي مثل القصبة أن يدخل معهد اللغة العربية وآدابها. كان معظم طلبة المعهد، الذكور خاصة، من الولايات الداخلية، ولمست لديهم ما يشبه المسلمة أن مدينة الجزائر مدينة فرانكفونية بامتياز. لست أدري مَن مِن الطرفين كرس الفكرة ومن رسخها، هل هم الفرانكفونيون أم المعربون؟ لكن الفكرة تكرست وبشكل يشكك في ارتباط أبناء العاصمة بمقومات الوطن التي قامت من أجلها الثورة التحريرية.
أعتقد أنه كانت هناك إرادة لدى السلطة بعد الاستقلال لشيطنة العاصمة والمدينة بصفة عامة، وجعلها مصدرا لكل الموبقات، مقابل تكريس الريف الذي جاء منه معظم السلطة على أنه النقيض من ذلك. السلطة بعد الاستقلال التي تبنت الاشتراكية توجها مارست عدائية ضد العاصمة والمدينة على اعتبار أنها معقل البرجوازية التي صورت على أنها الشيطان الأكبر آنذاك، دون البحث في شكل هذه البرجوازية وما مدى الاستفادة منها.

اللسان العاصمي خصوصا تطغى عليه اللغة والمفردات الفرنسية، فهل تقول بعكس هذا؟

مهدي براشد: لم أسمع في طفولتي، يوما، في محيطي العائلي، استعمالهم للقاموس الفرنسي، إلا ما تعلق بأشياء لا معادل لفظي لها في لهجتنا. وأنتِ تقرئين المعجم ستكتشفين أن اللفظة الفرنسية تأتي في آخر الترتيب بعد العربية والأمازيغية والتركية والفارسية والإسبانية والإيطالية واليونانية والمالطية. 
أتحدى أي كان يحقق أن العامية الدزيرية إلى غاية السبعينات كانت تحتوي على 10 في المائة على أكثر تقدير من الألفاظ الفرنسية، حتى الألفاظ التي نعتقد أنها فرنسية إنما هي ألفاظ إسبانية أو إيطالية أو يونانية. 
حتى الذين يقولون بأكذوبة "اللغة الفرانكا" لا يستطيعون أن يأتوا بدليل واحد على أن هذه اللغة الفرانكا تجاوزت حدود الميناء إلى داخل المدينة. بدليل أن شعراء شعبيين من "دزاير"، على ما نعرف عن هؤلاء ارتباطهم بلغة المتلقي في نظمهم، لا نجد في قصائدهم ألفاظا من هذه اللغة المفترضة، أحسن مثال على ذلك الشاعر "الشيخ محمد بن إسماعيل" صاحب قصيدة الفراق التي غناها الحاج امحمد العنقى، هذا الشاعر (1820-1870)، له قصائد كثيرة في مدح الأولياء الصالحين، وعلى رأسهم الولي الصالح الذي تنسب الجزائر العاصمة إليه "سيدي عبد الرحمن الثعالبي". شارك في التحالف العثماني الفرنسي البريطاني والإيطالي ضد الإمبراطورية الروسية في حرب القرم (1853-1858) التي –يقال- كانت ملهمته إلى قصيدة الفراق. وقد أفرد له العلامة الدكتور محمد بن شنب مقالا مطولا في "المجلة الإفريقية"، لا نجد لفظة واحدة من هذه اللغة الفرانكا. الشاعر مصطفى بن محمد الكبابطي، شاعر من "دزاير" أيضا عمل مدرسًا في مساجد الجزائر (العاصمة)، ثم تولى التدريس في الجامع الأعظم (1824م)، ثم ولاه الداي حسين باشا القضاء على المذهب المالكي (1827م)، ناهض الاحتلال من خلال معارضته ضم الأوقاف الإسلامية إلى أملاك الدولة الفرنسية، ونضاله للإبقاء على تعلم القرآن الكريم، وإصداره فتوى تحريم الهجرة هروبًا من الاحتلال، فسجن ثم نفي إلى الإسكندرية. لن نجد في شعره لفظة من قاموس اللغة الفرانكا. أعتقد أن الأمر، في هذه اللغة الأكذوبة، يتعلق بمسألة اقتراض لا أكثر. 
العاصمة لم تفرنس أيام الاستعمار الفرنسي الذي عجز، على مدى 130 سنة، عن إدخال لغته إلى البيت الجزائري والحي الجزائري، واستطاع الاستقلال أن يفعل ذلك وببراعة في أقل من 50 سنة.

لماذا هذا المعجم في هذا الوقت بالذات، في وقت تغيرت فيه سياقات الكثير من الألفاظ وحتى معانيها؟ 

مهدي براشد: أولا، المسألة تتعلق كما قلت بمحاولة تدوين هذه العامية المهددة بالانقراض مثلما المدينة التي أنتجتها بدأت تنقرض. في هذا المقام نحن جد متأخرون في هذا المجال، وكان علينا، ونحن ننتمي إلى أمة اخترعت القواميس أن نكون قد ألفنا العديد من المعاجم خاصة بلهجة كل منطقة، في سياق عمل متكامل عن الجغرافيا اللغوية للجزائر. ثم إن هذه العامية هي وعاء لثقافة شعب بأكمله، ضياعها يعني ضياع فسيفساء ثقافية جد هامة.
المسألة الثانية، أعتقد أنه لا يمكن فهم مجتمع ما من خلال اللغة الرسمية التي كُتبت بها الأعمال الأدبية والإعلامية، سواء تعلق الأمر بالعربية أو الفرنسية، فَهْم مجتمع يتم بفهم اللغة التي يعيش بها يومياته، اللغة التي يتواصل بها ويحب بها ويكره بها ويصرخ بها في الملاعب والمظاهرات ويتشاتم بعضه بعض بها.

الكتاب أيضا يعد مقارنة أو مقاربة سوسيو لسانية بين لهجة الماضي البعيد ولهجة الحاضر، هل توضح للقاريء أهم الاختلافات التي توصل إليها بحثك؟

مهدي براشد: العامية القديمة كانت عامية تصويرية، تعتمد الصورة متأثرة بالشعر الشعبي والأمثال والحِكم والبوقالات، على عكس عامية اليوم التي تتميز بالمباشرة والاختصار الشديد.
الأمر الثاني الذي لاحظته أن عامية الأمس كان اللفظ أكثر دقة في الدلالة على المعنى، أعطيكِ مثالا، العاصميون يستعملون لفظة "حل" عندما يتعلق الأمر بمعنى مادي، كقولهم "حل الباب"، "حل العقدة"، "حلت العجين"، بينما يستعملون "فتح" عندما يتعلق الأمر بمعنى معنوي أو روحي، فيقولون "الله يفتح عليك"، "النوار تفتح"، "افتح مخك". كانت والدتي تستعمل عدة ألفاظ متقاربة مثل: "تخنقت"، "تغميت"، "تقنطت"، ولكن كل لفظة تستعملها لحالة معينة دون غيرها. اليوم اللفظة الواحدة تستعمل لعدة حالات متشابهة وفي بعض الأحيان متباعدة، لذلك أصبح الجزائريون يعجزون في إيصال أفكارهم إلى الآخر، بل إن الفكرة لديهم –أصلا- غير واضحة لقصور اللغة لديهم.

برأيك كيف سيكون مستقبل اللسان العامي العاصمي والجزائري على وجه العموم وأيضا كيف ترى مستقبل هذه اللهجات؟

مهدي براشد: ما يلاحظ أن العامية الدزيرية والجزائرية تنزع يوما بعد يوم إلى العنف والبذاءة، كما أنها لم تعد قادرة، مثلما كانت في السابق، على الإيصال. ربما هذا القصور اللغوي هو الذي يفضي إلى محاولة التعبير بطرق أخرى منها الجسد، وعندما لا نستطيع التعبير عن الغضب والعنف الذي بداخلنا لغويا نلجأ إلى العنف الجسدي. 
ملاحظة أخرى جديرة بالاهتمام، العامية الجزائرية، على الأقل في العاصمة التي أعرفها جيدا، فقدت ذلك التمايز الموجود بين حديث المرأة والرجل، أصبحت الفتاة الجزائرية تتحدث بالأسلوب والطريقة نفسها التي يتحدث بها الشاب. أكثر من ذلك لم يعد هناك تمايز بين كلام الشارع وكلام البيت. قديما كان هناك نظام (نوع من اللوجيسال) في ذهن الجزائري يمكنه وبطريقة آلية من تغيير قاموسه بمجرد ما يتغير المكان والمحيط والمتلقي. هذا النظام لم يعد موجودا.

اللغة الالكترونية إن صح التعبير أصبحت تستبدل الحروف بالأرقام، هذا كتابةً، فهل يحدث هذا مثلا مع اللهجة المحكية اللسانية؟

مهدي براشد: لا الأمر يختلف، أعتقد أن المسخ أصاب المستوى الشفهي قبل شيوع الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

من منطلق أن القاموس يبدأ ولا ينتهي، هل هناك أجزاء أخرى في هذا المجال؟

مهدي براشد: المشروع في الأصل كان أكبر من هذا بكثير، إنما ظروف الطبع حتمت تقليص العمل، اضطررت لتحويل المدخل النظري إلى مقدمة، والاستغناء عن الملاحق، الأعلام والأماكن والأمثال والبوقالات، وجزء هام من المادة المعجمية، وأشكال الاستعمال المختلفة لهذا المعجم. العمل كان من المفروض أن يصدر في 3 أجزاء. إذا تيسر لي سأعيد نشر العمل كاملا. بطبيعة الحال، القاموس يبدأ ولا ينتهي، سنحتاج دائما إلى إضافات جديدة، سواء بالحفر في المعجم القديم، أو لإضافة ألفاظ جدية واستعمالات جدية. المجتمع حي ولغته حية كذلك.

---------------------------------------------------
المصدر/ جريدة النصر الجزائرية في 28 جانفي 2014

مقالات اخرى
الكاتب والناقد لونيس بن علي في حوار حول كتابه "الفضاء السردي في الرواية الجزائرية/ رواية الأميرة الموريسكية لمحمد ديب نموذجا":
لكاتبة الجزائرية رشيدة محمدي لمجلة "ذوات": المناهج الدراسية العربية تجعل من الطلاب، إما مشاريع إرهابيين أو كائنات محرومة من لذّة التفكير
الشاعرة التونسية إيمان عمارة : تم إغفال صوت المرأة الشاعرة على مدى التاريخ العربي
الجنس في الروايات العربية
كُتاب يستعيدون بختي بن عودة في ذكرى غيابه
الصحافة الثقافية في الجزائر.. تشخيص أزمة
موقع الرواية التاريخية في خارطة المقروئية العربية:
الذكرى الثانية لغياب الروائية يمينة مشاكرة
كُتاب عرب يتحدثون عن وردة الغناء في ذكرى رحيلها
الكاتب والمترجم الأردني فخري صالح في حوار حول كتاب "موت الناقد" للمؤلف رونان ماكدونالد:
نُقاد يجمعون على موت الناقد لا النقد ويصرحون:
عودة إلى أب الرواية المغاربية في ذكراه : محمد ديب : الهويّة المستعادة
"محمد ديب" أكبر كُتاب الجزائر لم يُقرأ بعد
الدكتور إسماعيل مهنانة في حوار حول كتابه الجديد:
فوبيا سهيلة بورزق
أي رسالة تحملها لنا أميرة الغناء الأمريكي ليدي غاغا
عم سلاما أيها الوطن
ثلث نساء العالم يتعرضن لاعتداءات جنسية وبدنية
هل تراني امرأة..؟
عمر السيدة عائشة حين تزوجت النبي عليه الصلاة و السلام
كيف تعرفين صديقتك الحقيقية؟
آه يا بلادي
حوار مع الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله:
الكاتب والمترجم الكردي صباح إسماعيل في حوار حول الأدب والترجمة:
المختصة في مجال التنمية البشرية والتدريب سامية بن عكوش في حوار للنصر:
عياد: أنا كاتب إشكالي مهمتي طرق باب المغاير... وفي نصوصي نكهة تمرد
المتوج بجائزة الطيب صالح العالمية للرواية، الشاعر والروائي إسماعيل يبرير : في الجزائر ننظر بكثير من الشك إلى أعمالنا
لماذا انتحرت صافية كتو؟؟ تقديم و ترجمة: محمد عاطف بريكي
مصطفى الشعار: من يحترم أمه يحترم حقوق كل نساء العالم
الشاعرة الجزائرية المغتربة مليكة بومدين:
الشاعرة نوارة الأحرش تحاور الكاتب اللبناني جبور الدويهي
الأكاديمي والباحث والروائي اليامين بن تومي:
الكاتب والناقد حبيب مونسي في حوار عن الرواية الجزائرية
الشاعر والكاتب والمفكر أزراج عمر:
لماذا المرأة السعودية في دائرة الاتهام؟
مو يان: علينا قبول أن يعبّر كل جيل عن انفراده ويغير اللغة الأدبية
الكاتب والباحث والمترجم بوداود عمير:
بين الحلال و الحرام...واقع بلا كرامة للكاتبة الجزائرية هدى درويش
الشاعرة نصيرة محمدي:
ثقافة الإنسان العربي، بين الحقيقة و الإدعاء لهدى درويش
الكاتب والروائي والدبلوماسي المصري عز الدين شكري فشير:
فلسطين و المثقفون العرب ..ماذا بعد؟
فتوى تحرم على المرأة تناول الموز والخيار حتى لا تستثار جنسياً
ذكورية الفقه الإسلامي للمفكر محمد شحرور
"كل عيد استغلال و انتم بخير "
ناصر بوضياف نجل الرئيس الجزائري المغتال محمد بوضياف "الجزائر للجميع و مستقبلها بين أيدي الجزائريين"
الروائية اللبنانية لينة كريديّة:
الشاعرة والروائية الجزائرية ربيعة جلطي:
الشاعرة الجزائرية خالدية جاب الله:
الفيلم السينيمائي كقصيدة، برايت ستار نموذجا
الروائية السعودية رجاء عالم: أكتب للذين يشبهونني وتجربتي لا تمثل خصوصية سعودية
الروائي والكاتب كمال قرور في حوار عن روايته الأخيرة
الكاتب والمترجم الإيطالي سيموني سيبيليو
الشاعر والروائي اللبناني شربـل داغـر: استعذبت كتابة الرواية، فيما الشعر عملية مؤلمة
الكاتبة الجزائرية زهرة ديك: الحكم على كتابات المحنة بالأدب الإستعجالي هو الذي كان استعجاليا
الكاتبة السورية مها حسن: الدافع الأول لكتابتي كأمرأة هو الدفاع عن فرديتي وسط المجموع!
عندما تكون الطفولة أنثى...نقيم عليها الحد
إسلام الآخرين..!
اليوم العالمي للبنطال سيدتي، أنت تخالفين القانون!
جرائم النخبة.. ظاهرة جديدة فى مصر الآن
تجمع كتاب أفريقيا في اللغة العربية
عن المثقف و المرأة
قصتي مع صاحبة أقاليم الخوف
لست متعاطفا مع غزة...!
أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع
هل ستشجع الجزائر يوم الأحد في مباراتها الأولي في كأس العالم؟
هل أدركنا دور المرأة في دعم الإرهاب؟؟؟
أحمد ترك يحمل القضية الكردية من ديار بكر إلى واشنطن
عكاظية الجزائر: حديث ذو شجون بين كمال قرور و شرف الدين شكري
حول عكاظية الشعر العربي في الجزائر
معهم الحياة أقل قسوة
المنفى ... هذا الأكثر وطنا
لماذا لا تقراؤن سلمان رشدي؟