التاريخ 29 جوان المكان  مدينة عنابة الجزائر  في قصر ثقافتها  تفتح ستارة المسرح، ويسمع دوي ثم  طلقات نارية ليغتال أمل الجزائر الرئيس محمد بوضياف أو سي الطيب الوطني وهو اللقب الذي أطلق عليه خلال الثورة الجزائرية،  عشرون سنة بعد الجريمة و حتى لا ننسى ،  ناصر بوضياف نجل الرئيس في حوار خاطف لعرابيا

تشريح جريمة, بوضياف الجزائر قبل كل شيء. هو عنوان كتابكم هل مضمونه يكشف عن من اقترفوا أبشع جريمة  في تاريخ الجزائر الحديثة المتمثلة في إغتيال  الرئيس الجزائري محمد بوضياف ؟
تشريح جريمة  بوضياف الجزائر ،  هو كتاب يختصر إجابة  طويلة على سؤال عالق :  هل اغتيال الرئيس بوضياف كان  مؤامرة جماعية  أو عمل فردي؟ فإذا كان العمل  فرديا  فهل سببه  الإهمال؟ ولماذا لم  يعاقب احد على ذلك؟ . كان يجب  أن نفكر و نستنتج بأن الأمر كان مؤامرة !
نريد معرفة ماذا كان دور الجنرال العربي  بلخير في اغتيال الرئيس بوضياف ؟
المرحوم الجنرال العربي  بلخير كان وزيرا للداخلية أثناء زيارة الرئيس إلى عنابة يوم 29 جوان 1992  أي  يوم اغتياله  . الاحتمال الأول يقول  أنه كان على دراية بإغتياله و الاحتمال الثاني هو أنه لم يكن في مستوى الحماية الأمنية للرئيس  و قد قلت ذلك علنا يوم 17/02/2002 و هذا مباشرة بعد اتهامه من طرف الأمين العام لأبناء الشهداء الذي صرح " ان العربي بلخير  كان الفاعل الحقيقي  في اغتيال الرئيس بوضياف" و هذا بإحدى الجرائد اليومية  و بما أنه لم تكن هناك إجابة من طرفه و لا من طرف العدالة الجزائرية ، الجريدة نفسها حاورتني في نفس السياق معيدة علي السؤال نفسه فكانت إجابتي  بما أن العدالة لم تحرك ساكنا سأرفع قضية ضد الجنرال بلخير باغتيال الرئيس بوضياف  لكن بعد غد يخرج الجنرال عن صمته  ليضع النقاط على الحروف كما قال و هذا ليس  ضدي و لا ضد من اتهمه  و الغريب أنه كان ضد الصحيفة المذكورة  و  جوابه كان لا أهمية له. و اسمحوا لي أن اقرأ عليكم بعض المقتطفات "اسمحوا لي أن اخرج عن صمتي  و استعمال حقي في الرد أنا المواطن البسيط و قد أصبت في كبريائي " مع العلم أن الجنرال العربي بلخير أنذاك كان  مديرا لديوان الرئيس عبد العزيز  بوتفليقة  و إعتباره لنفسه مواطنا بسيطا  يعد أمرا مضحكا  ووجب إمتلاك الجرأة  الكافية لقول ذلك  .  
سؤال يبقى يحيرنا لماذا تم اغتياله ؟
إغتيال الرئيس بوضياف جاء لسبب واحد وهو مضايقته  لأفاعي النظام و منافعهم و من يخدمونهم و يسير أعمالهم  و رئيس الحكومة الحالي أحمد او يحي أكد ذلك حيث  إعترف منذ أيام  بأن المال الفاسد هو من يسير الجزائر.  كذلك كان  سبب اغتياله ضربا لإستقرار و ووحدة  الجزائر و شعبها متناسيين أن مقوماتها باقية .

في عريضة لجمع حوالي ألف توقيع عرضتها على الانترنت مؤخرا و هذا لمطالبة السلطات الجزائرية بإعادة فتح ملف اغتيال  الرئيس بوضياف  إلى أين وصلت ؟

نعم أنا من قمت بذلك حيث وضعت عريضة لجمع ألف توقيع و أكثر لكن مباشرة بعد وضعها على الأنترنت ألاف الجزائريين حاولوا التوقيع بدون جدوى  لأنها  صودرت و سد المنفذ إليها  من طرف النظام.
لماذ حسب اعتقادكم لم يتم إعادة فتح هذا الملف من جديد ؟
لسبب بسيط لأن الرجال الذين اقترفوا هذه الجريمة  ما زالوا على قيد الحياة و يحتلون مواقع و مناصب هامة و إستراتيجية في الدولة الجزائرية .
صرحتم مؤخرا خمسين سنة بركات لنظام فاشل و اقترحتم مشروعا اجتماعيا فعلي  يخدم الشعب الجزائري  و ليس مشروع مجتمع  مسير ماذا تقصد ؟
نعم لدي الرغبة في  اقتراح مشروع مجتمع على الجزائريين و الجزائريات و هذا حتى يتسنى لهم عدم الانسلاخ بل التطور حاضنين  لثقافتهم و شخصيتهم و عاطيين الأهمية لوطنيتهم و أمتهم ليتبنوها و يختاروها لأبنائهم فمنذ الاستقلال و ما هو مفروض عليهم نظام واحد و مشروع مجتمع واحد الذي كان و لا يزال يخدم فئة و عشيرة  معينة و وحيدة  و لا ننسى  فمشروع بوضياف كان الجزائر للجميع  و مستقبلها بين أيدي الجزائريين
هل من كلمة أخيرة ؟
كلمتي الأخيرة موجهة  للشعب التونسي الذي أتمنى له النجاح و التوفيق في مسيرته نحو الحرية التي اختارها شعب قلب النظام  في بضعة أيام نظام أُعتمد منذ نصف قرن !  هناك مؤشرات جيدة توحي لنا بأن تونس الغد ستكون أفضل من تونس الأمس  التي كانت تمتلكها عائلة واحدة . تشجيعاتي و التوفيق لجريدتكم


حاوره قتالة جمال  
نقلا عن صحيفة عرابيا