ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
سرديات عودة
كتب الروائي العراقي علاء شاكر  (الإثنين 5 ت2 2012)


كان يقطع بخطواته شارع الكورنيش، يسير مثل قارب بهدأة الموج، رجل سمين وضخم، وقدماه كبيرتان، وهو يسير كان كرشه يهتز ويده اليسرى تتمرجح مع حركة جسده، بينما يده اليمنى مستقرة عند خصره، يسير مثل قارب بمجداف واحد. في اللحظة التي يجتازني تكون الساعة السادسة عصرا، أكون وقتها جالسا عند باب كوفي شوب (اليقين) العائم على نهر شط العرب، اعمل حارسا طوال اليوم.
في موعده اليومي حيث السادسة تقريبا يمر من أمامي. كانت رغبتي كبيرة لمعرفة سر هذا الرجل القارب، كان وجهه متعرقا وكأنه قطع مسافة طويلة، مع انه لا يبدو من ممارسي رياضة المشي. يمر أمامي بلا حقيبة أو يرافقه احد، يدفعني الفضول لمعرفة سره، ولكني كل مرة أتوقف تاركا الأمر للصدفة، ربما سيحدث شيء ما، ونجتمع بحديث عابر أو ربما سيتوقف ويطلب قدحا من الماء، ساعتها سأبدأ بالحديث معه، مع انه يبدو من النوع الكتوم، والصعب، فجلوسي اليومي ورؤية الأشخاص لسنوات، جعلتني أت
فرس بالمخلوقات التي تمر أمامي، وكنت كل مرة استغرق بتفكيري، فالوقت الذي اقضيه بالحراسة مملا، ساعات طويلة من العصر حتى منتصف الليل، اجلس بلا حراك أتابع كل صغيرة وكبيرة، فأنا احرس واشغّل وأنظّف وأتابع وارتّب واشرف وأدخن وأتبول وأتناول وأنام، تستغرق وقتي المتبقي من حياتي الفانية، أيام تشبه بعضها، لا يشغلني معرفة الوقت، والمثل القائل(الشهر اللي ما إلك بيه راتب لا تعد أيامه)، وراتبي لا يستحق العد، فهو لا يستقر في جيبي، يطير مثل نوارس النهر، ما أن يحط بجيبي، حتى تتلقفه الأفواه المفتوحة التي تنتظرني في غرفة حقيرة، بالية لا تشبه الغرف، ولكني هكذا أواصل حياتي ما دام الأمر ليس بيدي، ربما القدر رسم طريقي، وربما أنا، ولكن لا حيلة للفقراء، والأبرياء، عندما يعيشون تحت سلطة الأقوياء والأذكياء.
لا ادري كم مرة عبر الرجل القارب على باب حراستي، فانا لا أدون التواريخ، اكره ذلك، فهي تذكرني باني على قيد الحياة، واني أشبه بميت يمارس العادة السرية، أو زوج يختلي بزوجته الميتة ثلاثة أيام قبل دفنها. لا متعة في الحياة، عندما تستنفر كل جنودها عليك، تستلذ بعذابك، ولا تتركك إلا إذا وجدتك سلمت إليها، وتخليت عن مقارعتها، واعترفت بضعفك، وخنوعك لشياطينها.اكره ذلك، التدوين، فقد رأيت أمورا يشيب
منها الرأس، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت.... وترى الناس...، آه لو فتح لي السكر بابه، وعبرت به إلى الهناك، وأداوي بالتي هي الداء. السكر أفضل من الموت ـــ العبور إلى عالم المجهول ــ، عالم السكر أفضل، يشعرك بالسعادة والمتعة، يذكرك بأشياء لا تخطر على بالك لو كنت صاحيا، انه مغادرة من نوع جميل، لا يصطحبك ملائكة غلاظ، بل تدور بك الخيالات وتصغي لرقصة الروح في عالم الجمال، يخفف عنك ثقل العربة، التي سحبتها خلفك خمسون عاما، كل عام تضيف العربة حملا جديدا، وأنت تسحب من غير أن يخطر على بالك، أن تحملك العربة يوما.
لا أريد أن أدون، لا أحب التدوين، ولا المراجعات، فانا اكره ذلك، لو خطر لشخص أن يدون عني، سيحصل على وثيقة مهمة، مثلما هي وثيقة العظماء، هتلر، صدام، كوفي عنان، زكية العورة، زاير مناتي، دبش اليهودي. وثيقتي ستباع بالمزاد العلني، أو يعمل منها فيلما سينمائيا، أو تصبح رواية عظيمة.


التعليق بقلم فضيلة الفاروق
مواليد 1962 برج الثور يحمل شهادة دبلوم عالي في الاتصالات بغداد مهنته صحفي وعضو نقابة الصحفيين وهو روائي وقاص وعضو اتحاد ادباء وكتاب البصرة
مدير تحرير مجلة مصافي الجنوب
لمن يريد التواصل معه هذا بروفايله على فايس بوك :
https://www.facebook.com/mem.alash