ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
سرديات عودة
الرذيلة الفلسطينية (الخميس 30 تموز 2009)

 

كتب: ساطع نور الدين

ليس هناك ما هو اغرب من تلك الحملة التي تشنها حركة حماس في قطاع غزة منذ اسابيع لنشر الفضيلة بين نحو مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في اكبر سجن في العالم، اقامه الاسرائيليون وسيجوه بالاسلاك الشائكة المكهربة، فيما يتولى الاسلاميون حراسته من الداخل ويبذلون قصارى جهدهم للامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وليس هناك اكثر سريالية من ذلك السجال الدائر حاليا في القطاع المحاصر وفي الضفة الغربية المحتلة حول قرار فرض الحجاب على المحاميات الفلسطينيات لدى مثولهن امام المحاكم، والذي تستخدم فيه مختلف انواع الحجج والاراء الاسلامية والمدنية، وتتداخل السياسة مع الدين لتنتج انحدارا لا سابق له في الوعي الفلسطيني الذي كان وربما لا يزال متقدما على الوعي العربي عامة، نتيجة تشكله من تجربة الصراع التاريخي، ذي الافق الوطني والقومي والانساني، مع العدو الاسرائيلي.
والسجال الذي يدور في غفلة من الزمن الفلسطيني الصعب، بات مثيرا للحيرة والحرج خصوصا بعدما انضم اليه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توقع ان يؤدي قرار فرض الحجاب على المحاميات الفلسطينيات الى انقلاب الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة على حركة حماس في المستقبل القريب، وبالتالي الى تخلي ذلك الجمهور عن فكرة تدمير دولة اسرائيل وتقبله خيار الاعتراف بوجودها!
هي من علامات قيام الامارة الاسلامية في قطاع غزة، يقول بعض السذج الذين لم يلاحظوا حتى الان وعلى الرغم من مرور عامين على سيطرة حركة حماس على ذلك السجن الفلسطيني، ان تلك الامارة قائمة بالفعل، وقد اجتمعت عليها دول العالم وشعوبه كافة، والحؤول دون استقرارها او استمرارها، وتاليا تمددها باتجاه الضفة الغربية شمالا، او باتجاه المدى المصري الواسع جنوبا.. وكانت الحرب الاسرائيلية الاخيرة على القطاع في كانون الاول الماضي ذروة تلك الحملة العربية والاجنبية، وخلاصتها الاهم.
ما تغير في شكل تلك الامارة ان حركة حماس التي سلمت ببعض اشكال الهزيمة، لا سيما وقف المقاومة ومنع اطلاق الصواريخ من القطاع، واعلنت اعترافها بحدود العام 1967 للدولة الفلسطينية المنشودة، لم تسلم حتى الان بضرورة تسليم مفاتيح السجن الفلسطيني الكبير الى السلطة الفلسطينية، وقررت ان تدخل في اختبار بائس جديد مع ذلك الجمهور السجين والمعذب، باعلانها قبل اسابيع المباشرة في مكافحة مظاهر الفسق والفجور، لاسيما التي تشمل تماثيل عرض الملابس النسائية وعلب الكرتون التي تحمل صور ثيابهن الداخلية، فضلا عن منعهن من السباحة في البحر من دون محرم، حتى ولو كن بكامل ملابسهن.
باختصار، اعلنت الحركة ان المرأة الفلسطينية هي عنوان جهادها المقبل، ودخلت في مسار تصادمي غريب مع شريحة واسعة من مجتمع طور دينامياته الخاصة خلال مسيرة نضاله الوطني الطويل.. ووفرت ذريعة للسلطة لكي تمارس الرذيلة السياسية في الضفة الغربية، حيث تتبلور فكرة تحويل القضية الفلسطينية الى عقدة ذنب لدى الاسرائيليين تحتاج الى علاج نفسي طويل!