ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
سرديات عودة
اللقاء الأول نص قصصي للقاص اللبناني محمد جعفر (الجمعة 20 ك1 2013)


وما أن اتفقا على لقائهما الأول،حتى ارتفع الأدرينالين في جسدها وبدأ قلبها يهتز على ايقاع أحلامها،لحظات من قلق وسعادة لا توصف،ماذا أفعل؟ من أين أبدأ؟ تحولت أرض غرفتها إلى حلبة سباق،سائق متهور مجنون يلف ويدور ويعود لمكانه،أفقدها صوابها بذاك الموعد،ساعات تفصلهما وهي حائرة ماذا سترتدي،تحولت خزانتها الى بركان نشيط لفظ كل ما فيه ورمى حممه الأنيقة على سريرها،صراخ أم يعلو في المكان،ووعد بترتيب كل الفوضى،تذكرت ما قاله يوما عن ذاك اللون الذي يلفته فارتدت منه،تفننت في إظهار جمالها لكن بحشمة شرقية،فستان بلون التركواز،ساعة جميلة جذابة اشترتها حديثا،خاتم في يمناها يعلوه سلسال ذهبي ناعم يحمل إسمها غفى بهدوء ورقة على معصمها،قلادة صغيرة في جيدها ببركة الله،كأنها تعمدت أن تخبره أنا أنثى أخاف من وهبني أنوثتي،احتارت أي العطور تستعمل،وباستشارة شقيقتها تم الاختيار بالتزكية،كان عطرا فرنسيا باهظ الثمن يليق بأنثى قاتلة،اختارت حقيبة يد جميلة وحذاء أنيق يظهر موهبتها الخفية في عالم الأزياء،أما لمستها السحرية كانت طلاء أظافر يتناغم مع لباسها ومع يديها الصغيرتين كالأطفال،ما أن اكتمل الجمال حتى سألت شقيقتها،كيف أبدو؟قالت شقيقتها ممازحة لتخفف توترها،تبدين مقبولة وضحكت،ثم أخذتها أمام مرآة،وقالت تبدين أميرة حبيبتي،سيدوخ بك،كانت بحاجة لكل تشجيع،وما أن عادت ثقتها لها،حتى تحولت غرفتها الصغيرة الى صالة لعرض الأزياء،تمشي بثقة هنا وتلتف هناك وأختها تقوم بالتصوبر ينتهي الحفل الصغير بتصفيق وكلمات الشكر وانحناءة صغيرة لجمهور غائب،اليوم من كل رجال الأرض هو من يهمها فقط،ارتفع القلق من طابق سفلي يحكمه القلب الى طابق أعلى يساعدها لرؤية أوضح،وبدأت التساؤلات،بم سيحدثني؟ماذا سأطلب من قائمة الأطعمة؟مثلها يعشقن التحدي ولن تسمح لفرح لقائهما أن يقتل لهفته لها،فهي تجيد ألعاب الكبار ومارست سلطتها على من التقت بهم قبله فسحقتهم بابتسامة صفراء اعتلت وجهها وأعلنت نصرها،منهم من كان يرتبك ويتلعثم،ومنهم من فقد قدرته على النطق،لكن هناك أمر غريب بهذا الرجل،جاذبية تلفه بهالتها،رجل تراه مختلفا وهذا سبب قلقها،أما هو رجل جال بحار النساء وقطف من بساتينهن أجمل الورود،رجل يبحث عن حبيبته الورقية،فتاة من نسج خياله،أسطورة يؤمن بحدوثها يوما وما لقاءه بها اليوم الا بحثا عنها،أناقة رجل أقل استهلاكا للوقت من المرأة،تذكر أنها قالت يوما أنها تحب الذقن المسدلة لا تلك اللتي ترسمها شفرة مصفف الشعر،لم يلبس بذلة جاهزة تقتل ذوقه،فتأنق على هواه،بدا وسيما بثياب طغى عليها اللون الأسود الذي يعشقه،تنبه لحذائه فلبس جديده وحرص على لمعانه فقد قرأ يوما أن النساء يرون في الحذاء ما يعكس شيئا من شخصية الرجل،أعاد كي ثيابه لتجعدات بسيطة ولا تبدو للعين فهي لن تدع هفوة صغيرة تمر إن لم يضاهها أناقة،استعان بمرآة وآلة التصوير في هاتفه ليرى كيف يبدو،تأمّل نفسه، شاب عنيد مثله لن يقبل النصائح بمظهره وربما هذا سبب تميزه،ابتسم للمرآة،كأنه ينتقي الابتسامة الإكثر إغراء وسحرا،لم يرتدِ الكثير من الاكسسوارات،واكتفى بساعته،خرج من منزله وتوجه للقائها.قبل تحديد المكان استغرقه المخطط أياما،أراد أن يكون كل شيء استثنائيا،لا يليق بها الروتين،لذلك بحث عن معظم المطاعم ولم يجد ما يناسب أفكاره الى أن وصل الى مطعم جميل هادئ لكنه طلب من صاحبه أن يغير ديكوره لساعات،رجل بإمكانيات محدودة لن يبخل على فتاة حلم بها وانتظرها لشهور،أراد أن يكون معها ولا يشاركهما الا ضجيج البحر فصارت الطاولة وكأنها جزيرة عائمة محاصرة بأمواج البحر،طاولة تشهد على اصراره وعناده واحتياله،تصلح لحب وعشق سنوات لا للقاء أول.وصلت بأبهى حلتها،أميرة من أميرات تاريخ مضى،أبهر بها،وهي أخذت بروعة المكان،لم يسبق أن عرفت رجلا مثله،ابتسمت ورافقها الى كرسيها،رحب بها،انتبهت لذقنه المسدلة،كأنه يقول لا زلت أذكر ما تحبين بي،بدأ حوار من نوع آخر،كان يراقبها يختبرها يحطمها بهدوء،يختبر ردات فعلها،يراقب ارتباكها،يستفزها،ناقشها بأمور تافهة وأخرى جميلة،حيرها،مضت ثلث ساعة ولم يسمعها كلمة إعجاب واحدة،أما هو فكان ممسكا بزمام الأمور،جعل من لائحة الطعام سورا عاليا يخفي إعجابه بها،ثم ما لبث يبوح بما في أعماقه،تأثرت وأدمعت حين قال أنت كل ما تمنيت وانتظرت،شكرا لقدومك،كانت نسمات الحب ورائحته أقوى من الطعام وأزكى من عطرهما،ذاك اللقاء لن ينسى أبدا،لقاء كان شعلة انفجار حبهما،لقاء غير حياة شخصين الى الأبد،لقاء قد لا يتكرر وقد يبقى في خياله أويدفن في ذاكرتها.


التعليق بقلم فضيلة الفاروق