ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
سرديات عودة
لا عيد هذه السنة، لا أضحية ، قصة للكاتب الجزائري الطيب صالح طهوري (الخميس 17 ت1 2013)


        امتلأت السوق عن آخرها بالكباش والنعاج والخراف وأشباه الكباش والخراف من البشر..
        قال المشتري: كم ثمن هذا الكبش؟..
        06ملايين..أجاب البائع.
        وهذا الخروف؟..
        03ونصف..
        صاح الصغير : أريد هذا الكبش يا أبي..وأشار إلى الـ 06 ملايين..
        تقدم الرجل ذو السحنة السمراء والأنف المعقوف من أحد الكباش..جسه..مسح على رأسه وقرنيه..
        استدار الكبش إلى جاره الكبش: يريد التضحية بي هذا الرجل إذن..
        مأمأ الجار..مأمات الكباش الأخرى ..مأمأت الخراف والنعاج ايضا..
        ضرب الكبش بقرنيه الرجل ذا السحنة السمراء والأنف المعقوف..
        ضربت الكباش الأخرى والخراف والنعاج الواقفين امامها من الباعة والمشترين..
        هرجت السوق وماجت..
        مزقت الكباش والنعاج والخراف الحبال والخيوط التي كانت تُربط بها فرادى وحلقات..
        داست على الكثير من الباعة والمشترين..
        طالبت الكباش البشرية المشترية استرجاع أثمان الكباش والنعاج والخراف التي اشترتها ولم تأخذها بعد من باعتها..ورفض الباعة..
        صاح كبش بشري اشترى في وجه كبش بشري باع: سأضحي بك إذن ..ونطحه بسيفه فمزق بطنه..
        قال آخر مشترٍ: أنت أضحيتي..ونطحه بعصاه فشج رأسه..
        ثالث نطح ثالثا برأسه فحطم أسنانه..
        تناطحت العصي وكأنها السيوف..
        سالت الدماء بغزارة لم تعرفها سوق الكباش والنعاج والخراف من قبل أبدا..
        وقفت الكباش والنعاج والخراف مبتسمة مندهشة وهي ترى الكباش البشرية يناطح بعضها البعض بعنف وحقد شديدين..
        قال كبش حيواني لأخيه الكبشَ الحيوانيَ: ما أبشع إخوتنا البشر..
        انتبهت بعض الكباش البشرية للكباش والنعاج والخراف الحيوانية وهي تخرج من السوق مستغلة تناطح الكباش البشرية ، فأسرعت إلى الأبواب تحاول غلقها..
        غضبت الكباش والنعاج والخراف الحيوانية فضربت بأضلافها الأرض غاضبة ..ثم توجهت نحوالكباش البشرية ..دحرجتها على الأرض..داستها ومرت إلى الخارج..
        سارت الكباش والنعاج والخراف جماعات جماعات..
        امتلأت الشوارع بها..دخلت الدكاكين وأكلت مافيها ..أسواقَ الخضر والفواكه أيضا..مزقت قارورات الماء البلاستيكية وشربت ماءها..
        عبر الهواتف علمت الكباش البشرية أن الشيء نفسه حدث في الأسواق الأخرى من جمهوريتهم والجمهوريات المجاورة لها..وفي المملكات أيضا..
        احتارت الكباش والنعاج والخراف البشرية..
        قال بعضها: جنت الكباش والنعاج والخراف..
        قالت كباش بشرية أخرى: إنه الله يعاقبنا على أفعالنا..
        ثالثة قالت: إنهم اليهود..صنعوا أدوية ما ونثروها في هواء الأسواق..استنشقتها الكباش والنعاج والخراف..فكان ما كان..
        نادى المؤذنون في المساجد إلى الصلاة..خطب الأئمة ودعوا الله بكل خشوع إلى رفع هذه الحالة عن الكباش والنعاج والخراف..
        بكت الكثير من الكباش البشرية البائعة بحرقة كبيرة وقد رأت أموالها تتبخر هكذا فجأة...
        بكت الخراف البشرية الصغيرة أكثر أكثر..
        حزنت الكثير من الكباش البشرية المشترية وقد أدركت استحالة أن تضحي في هذا العيد أو تسترجع أموالها من االكباش البائعة ..
        وشاهدت الكباش والنعاج والخراف البشرية الكباش والنعاج والخراف الحيوانية ترعى جماعات جماعات في الحدائق والحقول والمروج والمزابل ..وكانت تتحرك مجتمعة غاضبة مهددة حين يحاول كبش أوخروف بشري ما التحرش بأي منها....
        تمردت الأغنام التي كانت في المراعي على رعاتها ورفضت العودة إلى الزرائب..
        رأت الأبقار والثيرا ن والعجول ما فعلته الأغنام فحطمت السلاسل التي كانت تقيدها ومزقت الحبال التي كانت تُربط بها وخرجت تملأ الشوارع والأزقة والطرقات ب
        قالت الكباش والنعاج والخراف البشرية بعد أن زالت دهشتها: لقد وعت الكباش والنعاج والخراف والأبقار والثيران والعجول..
        أكملت أخرى: وجن البشر..
        ولم تعد تقول: قد جنت الكباش والخراف والنعاج والأبقار والثيران والعجول..
        سطعت شمس ذلك اليوم كما لم تسطع من قبل أبدا..
        ضحكت المروج والسهول والحقول والبحار والأنهار والأشجار والجبال والتلال كما لم تضحك في كل حياتها أبدا أبدا..
        زقزقت العصافير وغردت الطيور كثيرا كثيرا..
        سطيف:12/10/2013


التعليق بقلم فضيلة الفاروق