ماذا فعل بي جورج قرداحي؟            من هي سيمون دي بوفوار؟؟؟؟            إمتنان قصيدة للشاعرة العراقية فيء ناصر             حياة محمد أركون بقلم إبنته سيلفي             مقولة اليوم لسيمون دي بوفوار : المرأة لا تولد إمرأة و إنّما تصبح كذلك       يمكننا شحن اللوحات أيضا إليكم : آخر لوحة وضعت على الموقع لوحة الرسامة اللبنانية سليمى زود             يقدم الموقع خدمات إعلامية منوعة : 0096171594738            نعتذر لبعض مراسلينا عن عدم نشر موادهم سريعا لكثرة المواد التي تصلنا، قريبا ستجد كل النصوص مكانا لها ..دمتم       نبحث عن مخرج و كاميرامان و مختص في المونتاج لإنجاز تحقيق تلفزيوني             فرجينيا وولف ترحب بكم...تغطية فيء ناصر من لندن             boutique famoh : أجمل اللوحات لرسامين من الجزائر و كل العالم             لوحات لتشكيليين جزائريين             المثقف العربي يعتبر الكاتبة الأنثى مادة دسمة للتحرش...موضوع يجب أن نتحدث فيه            famoh : men and women without Borders       famoh : femmes et hommes, sans frontieres       ***أطفئ سيجارتك و أنت تتجول في هذا الموقع            دليل فامو دليل المثقف للأماكن التي تناسب ميوله...مكتبات، ، قهاوي، مطاعم، مسارح...إلخ...إلخ           
سرديات عودة
مفترق الفصول للجزائرية : زليخة بونار  (السبت 23 آذار 2013)


 عند مفترق الفصول وعدني بالحب ، و وعدته بالحب ، و نسينا أن نعد بعضنا بالوفاء ..
الاسم يعرفه الجميع ، و الوجه يعرفه الكثير ، و الجثة نصيبي في ليال أطول من سنين...
بأنامل مثقلة بالنعاس أتحسس الجانب الآخر من فراش يحتضر حبا ولد فوق شراشفه ذات فصل..كم كنت وقتها في عز الطفولة ، كم كان وقتها في عز الشباب..
أتحسس الهاتف ، أكتب : أين أنت ؟
تحاصرني فكرة كونه في الحانة التي يفتخر بارتيادها .. أتراجع ، لن أسأل عنه. ما جدوى كل هذا و قد نام ابنه و لسانه يردد بابا بابا..
ذات فصل عند مفترق الفصول وعدني بالحب ، و وعدته بالحب ، و نسينا أن نعد بعضنا بالوفاء ..
كم كنت صادقة و كم كان كاذبا..و لعله لم يكن كاذبا ، و عدني بالحب و كان صادقا ، صادقا جدا ..
المنزل جميل ، و الثلاجة مليئة بما لذ وطاب ، و لا يمانع متى دعوته إلى ليلة حب بيضاء أو سوداء أو حمراء...
كل هذا و ليالي شاحبة لا لون لها إلا من  أسماء النساء اللواتي يتزايدن يوما بعد آخر ..
قلبه خارطة تسكنها كل أصناف النساء..
آآه ، آه ، لو يعيدني الله سنوات قبل اليوم لتمنيت و دعوته أن يرزقني زوجا فظا غليظ الطباع..
كل ما يتمناه المرء يدركه ، و كل ما يدركه المرء يهلكه ..أمنية أردتها و أدركتها ، و لكنها أهلكتني ..أهلكتني..
لطالما تمنيت زوجا طيبا لطيفا ودودا ..و رزقني الله إياه في غاية اللطف ، إلى درجة أنه لا يمانع في إيصال الغادية ، و استقبال الآتية..
سائق نساء بامتياز ..لا يمانع في أن يحب عند مفترق كل حرف..و كأنه نذر عمره لحب النساء..
لا جدوى من إرغام نفسي على النوم ، فقد بدأ شعاع الأرق بالبزوغ..
هي إذن ليلة قاحلة إلا من نقيق الضفادع و موّاء القطط الشاردة الذي يتحول إلى عويل ، أو بالأحرى يتحول إلى رسائل ساخنة لممارسة الجنس..
يؤرقني هذا ، و يروق زوجي حد الاشتهاء ، يذكرني بخياناته المتكررة مع قائمة مفتوحة من الأسماء : فاطمة ، أحلام ، إلهام ، هاجر ، سارة ، أسماء ، أمينة ، أسماء أخرى ، سهام ، سعاد ، أمال... أصبحت أخاف من أن أنجب بنتا خشية أن لا أجد لها اسما لأن والدها استنفذ كل أسماء النساء..
وحدها الظلمة تؤنسني في وحدتي ، أطل على وجه صغيري فأجده يغط في نوم عميق ، وجهه باسم كالصباح مشرق كالحياة ..أضع قبلة على خده المتورد و أنزوي بنفسي لأغوص في كابوس لا ينتهي ..
أفكر في الحالة التي آل إليها زوجي ..أفكر في استشارة أخصائي نفساني قد يفلح في علاجه من مرض حب النساء ، أفكر في أمه التي تبكي على ركبتي تطلب السماح نيابة عن ابنها لتجعلني أعدل عن فكرة الطلاق ، أفكر في اخته اليتيمة التي تحلم برؤيته يدخل يوما بيتها في ذلك الزقاق الذي لاتصله أشعة الشمس ، تحلم أن يدخل عليها يوما ليكون الشمس التي تشرق على ايامها الفقيرة من دفء الابوة و الأخوة...أفكر في حجم الأذى الذي ألحقه بي ..أفكر حتى في الأذى الذي ألحقه بإحدى حبيباته ..تلك السمراء التي اسمها زهرة ، أو وردة ..تلك التي أتت يوما بكل أحزانها تقرع بابي عند الظهيرة و تطلب حقها من زوجي ..كانت تعيسة حقا و هي تتوعد زوجي الذي سلبها عذريتها و وعدها بالزواج ثم تركها غارقة في ضياعها بعدما أقام علاقة مع صديقتها الشقراء ليتركها هي الأخرى بين أحضان صديقه و يغرق في حب صديقة لها ...كم يحب التيه و المتاهات... أفكر في اليوم الذي استدعيت فيه إلى مركز الشرطة لأستلم زوجي الذي ضبط على متن سيارته في شاطئ مهجور ينهش جسد امرأة غيري .. أفكر في المحضر الذي أتلف لأن زوجي ( رجل محترم جدا ) و لا يحق للقانون أن يقف في وجهه .. أفكر في تلك اليتيمة التي نسيت إسمها ، تلك التي أغرقها زوجي بالهدايا و القبل و تركها على حافة العمر تندب حظها...أفكر في اللعنة التي ستحط على ذريته لتنتقم لكل النساء اللواتي تركهن خارج سياق الأنوثة ...أفكر في الله الذي يرى كل شيء و لا يفعل شيئا ، أفكر في الشيطان الذي يعيش بيننا و يفعل كل شيء ...أفكر في بيتي الجميل الهادئ كيف أحوله يوما إلى حانة أو ماخور يرتاده زوجي بدل الأماكن الأخرى ...أفكر في أن أنضم إلى زوجي صاحب القوامة علي ، أفكر أن أنضم إليه ..إلى حزب الشيطان ...أفكر في الله ، في العقاب ...أفكر في النهار الذي لا يطلع و الليل الذي لا ينتهي ...أفكر في الحياة ، أتأمل و جهي في المرآة ..أقف أمام حقيقتي ، أمام أناي ، أمام جمالي ، أمام هامتي ، أمام شبابي ...أفكر في الرحيل إلى أناي التي أضاعها رجل مريض .. أفكر في العودة للعمل ، في ملء حياتي التي أفرغها المعتوه من كل حياة ...أفكر في دموع أمه ...أفكر في ثكلها و يتمها ..أفكر ...ليس بعد الآن ..أفكر في الخطوات الثقيلة التي توقظ هدوء الدرج ...أسرع لأفتح الباب ..يدخل متهالكا ..يحاول ضمي إلى صدره ..أتراجع خطوة إلى الخلف ...يزيد اتساع عينيه ، يسأل : ترفضينني ؟؟ (...) أصمت..أسرع إلى غرفتي ، يتبعني بجنون ..أفكر في صفعه ..أتراجع عن فكرتي ..أفتح الخزانة ..يحاول إمساكي ..أفلت منه ...أفتح الحقيبة ...يترجاني أن أعدل عن الرحيل ، (...) أصمت ...أفكر في خصلات الشعر التي كان ينساها على ملابسه ، في العطور النسائية ، في النتانة ، في الأسماء التي مضت و التي سوف تأتي ...أفكر في طعم الخيان ...يترجاني مرة أخرى ...و أخرى ..و أخرى ...أرجوك عزيزتي ...ليس بعد الآن عزيزي ...سأحضر أمي ...ليس بعد الآن عزيزي ...يخرج مهرولا ، أسرع ..أغلق الباب ...أسرع أملأ الحقائب ...أضع ألبوم الصور في حقيبة صغيرة بها كل الهدايا التي تبادلناها منذ تعارفنا ...أسحب بطاقة كان أهداها لي في احتفالنا بعيد زواجنا الأول ..أكتب : لا مكان لك بيننا ..ارحل ..أضعها فوق إحدى الحقائب خارج البيت ، أغلق الباب في وجه الخيانة و الأحزان ...أحضن ابني كما لم أحضنه من قبل ...أقبل خده المتورد ..أنتظر أياما مشرقة و....



التعليق بقلم فضيلة الفاروق